يسأل قارئ أبلغ من العمر (24 عاما)، ومتخرج منذ سنتين من أحد الكليات بجامعة المنصورة، وحاصل على أحد المؤهلات العليا، إلا أننى أعانى البطالة، وكثيرا ما أبحث عمل، إلا أننى فقدت الثقة فى نفسى، وفقدت الثقة فى وجود عمل، فماذا أفعل كى تتحسن حالتى النفسية؟
يجيب عن هذا التساؤل الدكتور محمد عادل الحديدى، مدرس الطب النفسى بجامعة المنصورة قائلا:
إن كثيرا من الناس حينما تنتهى من دراسته الجامعية يعتقد أنها النهاية، وأنه بمجرد حصوله على أحد المؤهلات قد ينتهى مشواره مع العلم، إلا أنه فى الحقيقة هذه تعتبر البداية والأساس وليست النهاية، كما أن دواعى العمل تتطلب المزيد من العلم، فيجب على كل خريج أن يفكر فى تخصص ما يريد أن يعمل فيه، ويحاول أن يجهز نفسه بكل ما هو جديد وجيد يضيفه لاستمارة بياناته الشخصية، كما يحاول أن يأخذ المزيد من الكورسات فى مجال الكمبيوتر واللغة، حيث تعتبر أساسا لأى عمل، كذلك الجزء المهارى والتدريبى له دور كبير فى هذا المجال، فيفضل أن تقوم بالتدريب والعمل بإحدى الشركات لمدة فترة معينة بإحدى الشركات، ولو دون أجر، حيث تكتسب من خلالها خبرة كبيرة تكون له أرضية وظيفية مسبقة عن هذا العمل تساعدك كثيرا عند تقدمك لمقابلة وظيفية وتكون عاملا مساعدا فى اختياره للوظيفة دون زملائك".
كما يشير الحديدى أنه كلما كان العمل الذى يرغب فى ممارسته هذا الشخص تخصصيا فى أى مجال زادت فرصته وتحولت حالته النفسية السيئة إلى حالة جيدة يستطيع من خلالها مجابهة البطالة، والتغلب على كل شىء يسقط من عزيمته فى تحديه لظروف الحياة ورغبته فى التحلى بوظيفة ما يرغب فى كسب عيشه من خلالها، وكذلك يجد نفسه فيها فيحبها ولا تكون بمثابة العمل المفروض عليه، كما يجعلها بمثابة بيته يرغب دائما فى الوصول إلى كل ما هو جديد من خلالها.
ويضيف الحديدى قائلا، العلم درجات إذا خطوت فيه درجة عرفت طول باقى درجاته، لذا ينصح الحديدى بضرورة مزاولة العلم حتى لو كنت تعمل، فإن ذلك سيساعدك فى حياتك العملية بشكل كبير، كما أنه سيساعدك فى التدرج الوظيفى بسهولة، لأنه كلما اقترن الجانب النظرى بالجانب العملى اقترن عملك بنجاحك فيه.
الكاتب: أمين صالح
المصدر: موقع اليوم السابع